mohamed 2013
عدد المساهمات : 100 نقاط : 309 تاريخ التسجيل : 17/11/2009
| موضوع: البطالة في المغرب و إيديولوجيا التهميش و الإقصاء الجمعة ديسمبر 18 2009, 19:43 | |
| البطالة في المغرب و إيديولوجيا التهميش و الإقصاء MarocPost.net
لا يمكن حقاً لأي مجتمع مهما كانت مكوناته، و هو يعيش عصر العولمة وفي بداية الألفية الثالثة بكل تحدياتها أن يسير إلى الأمام بثبات بدون الاستفادة من الفكر الحداثي السليم، و لا يمكن لهذا الفكر أن يزدهر في غياب الحريات الفردية و الجماعية ، و كل فكر عاش في ظل الاستبداد و الظلم يبقى في نظري بدائياً، و لا يعدو أن يوصف بالفكر الطفولي الذي لا يستطيع بلوغ النضج و الرشد، و بالتالي يتحول هذا الأخير بقدرة قادر إلى إيديولوجيا تُستغل كغطاء لأعمال مستبدة و تبريراً لأحكام جائرة، تعصف حتماً بمبادئ الديمقراطية الحقيقية و تهتك عرض الحريات الفردية و كذا الجماعية,و ما جعلني أستهل حقاً موضوع "كلمة عدد" هذا الأسبوع بهذا التقديم المقتضب، هو الأحداث الأخيرة التي
عرفت خرقاً سافراً لحقوق الإنسان المغربي و حقه في الاحتجاج و كذا التعبير عن عدم الرضا و الاستياء العميق للظروف الاجتماعية و المعيشية المزرية، من خلال الوقفة الاحتجاجية التي نظمها المئات من المواطنين المغاربة "العاطلين" عن العمل أمام مقر البرلمان بالعاصمة الإدارية الرباط، تحضيراً لتنظيم وقفة احتجاجية أخرى كبرى و التي كانت مُقرّرة أن تكون أمام المقر العام لحزب الاستقلال مساء الأربعاء المنصرم، بسبب الإقصاء المتعمد للمعطلين المجازين و حملة الشواهد العليا و كذلك الدكاترة، من حصتهم الطبيعية في التوظيفات المرتقبة في غضون هذا العام.
و التي أعلنت عنها الحكومة "العباسية"...، و التي بدأت في تطبيقها و تنفيذها الفعلي بداية الأسبوع الجاري، كما عاد عدد كبير من هؤلاء المحتجين و خاصة العاطلين المنتظمين في اتحاد المجموعات المتبقية من المجازين خريجي البرنامج الوطني للتكوين التأهيلي، و الذين اعتادوا على مثل تلك الوقفات الاحتجاجية منذ سنوات، كما أنهم ألفوا التظاهر في شوارع الرباط لفترة ليست باليسيرة.
و قد علّقوا احتجاجاتهم في فترة معينة من هذه السنة نظير الوعود المجانية لحكومة عباس الفاسي و من سبقتها قبل ذلك، لكن الواقع المرير قد كشف أن بعض المسؤولين المغاربة و ليس كلّهم ما زالوا يعزفون نفس السيمفونية، و منهم كذلك من يزال يحن إلى الفوضى و المحسوبية و الزبونية في مسألة التوظيفات
الشيء الذي ينعكس على الوضع العام و الحالة النفسية لأغلب المعطلين...، و خاصة منهم ذووا الاحتياجات الخاصة و بالتالي يضرب "مبدأ تكافؤ الفرص" بين الجميع، فكل المعطلين سواسية و هم يركبون قارباً وحيداً بدون مجاديف..؟؟؟، و كلهم يتجرّعون مرارة البطالة و العطالة المقيتة، التي أدت بأغلبهم إلى مصحات الطب النفسي
و للأسف ما زالت حكومة "عباس الفاسي" لم تفي بوعودها "العرقوبية" التي سبحت بأغلبهم داخل دواليب الانفراج الشامل، الذي يصبو إليه كل عاطل يعاني ويلات انعدام فرص التشغيل و التي تتسم بضآلتها...، حتى و إن توفرت يتم الحسم في مسألة التوظيفات عن طريق سلك نفس السياسة القديمة "سياسة باك صاحبي"، التي حسبنا أن المغاربة ودعوها إلى غير رجعة.
لكن على ما يبدو أن عصي و هراوات وزارة الداخلية المغربية، لن تترك و لن تٌفارق قط ظهور و رؤوس المعطلين المغاربة سواء الأسوياء و حتى المعاقين و ذووا الاحتياجات الخاصة إلى أن يرث الله الأرض و من عليها، ما دام هناك أناس يؤمنون بالفكر الرجعي الذي يتبنى سياسة قمعية تروم حرمان المعطلين المغاربة من حقهم الطبيعي في الشغل..، مع أبسط شروط العيش في إطار مقنن و ديمقراطي يضمن للجميع التمتع بحقوقه الفردية و حتى الجماعية، عكس ما يقع للعاطلين المغاربة الذين أصبحوا محتارين بين مطرقة الظروف الاجتماعية المزرية و البطالة، و سندان "هراوات" وزارة الداخلية و ظروف الإقصاء الممنهج و الوعود الكاذبة و الفارغة المحتوى للوزارة الوصية عن قطاع التشغيل
بقــلـم : مصطفى فضيل | |
|