أحمد أيت لمقدم
عدد المساهمات : 16 نقاط : 46 تاريخ التسجيل : 09/12/2009
| | الضابط الاستخلافي للمال | |
بسم الله الرحمن الرحيم الضابط الاستخلافي للمال أحمد أيت لمقدم إن الحمد لله نحمده ونستعينه نستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلاّ الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلّم تسليمًا، أمّا بعدفإن المال مال الله تعالى، والإنسان مستخلف فيه، فالله سبحانه هو المالك الحق لكل ما في الكون، أرضه وسمائه ﴿ولله ما في السموات وما في الأرض﴾[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. ﴿له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى﴾[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] فكل ما في هذا العالم علويه وسفليه، ملك خالص لله تعالى، وليس لأحد شرك في ذرة منه.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وذلك الملك بمقتضى خلقه لها، وهيمنته عليها ﴿الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل﴾[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. ﴿وخلق كل شيء فقدَّره تقديراً﴾[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] والأموال كلها ملك لله تعالى، فهو واهبها والمنعم بها على عباده وهو وحده خالقها،وعمل عمل الإنسان الذي نسميه "إنتاجًا" يتخذ مجاله في مادة خلقها الله سبحانه وسخرها له ولهذا يقول الاقتصاديون: إن الإنتاج هو خلق المنفعة وليس خلق المادة، ومعنى هذا أنه يحول المادة لتشبع حاجاته وتكون لها منفعة.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]إن الله استخلف الإنسان في الأرض وكلفه بإعمارها والسعي فيها بطلب الرزق الحلال وإنتاج الطيب،ولا يعتبر الإسلام الطيبات الاقتصادية عملا دنيويا صرفا،بل يعتبره واجبا دينيا أيضا،قال تعالى:﴿الله الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك فيه بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون،وسخر لكم ما في السماوات والأرض جميعا منه،إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون﴾[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].إن الموقف إزاء إنتاج الطيبات الاقتصادية،إنما جاء نتيجة لمواقف مسبقة لتحيز في تفسير النصوص لا تتلاءم مع وجهة النظر تلك.وللرد على مثل هذا الظن نطرح دليلا آخر نستلهمه من أحد الأركان الخمسة التي بني عليها الإسلام ألا وهي "الزكاة"،وهي دافع مشجع للاستثمار النافع،فإيمان المسلم لايكتمل إلا إذا حقق لا‘نتاجا اقتصاديا يسد حاجته أولا،ثم يزيد عن ذلك، ويتوافر نصاب الزكاة[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] مسؤولية الإستخلاف:1- إنَّ الله هو المالك الحقيقي، فقد قَالَ تعالى: ﴿لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]). 2- استخلاف الله للإنسان، فقد قَالَ تعالى: ﴿ءَامِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ﴾([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]) قَالَ القرطبي: «إنها دليل على أنّ أصل الملك لله سبحانه وأن العبد ليس له فيه إلا التصرف الذي يُرضي الله فيثيبه على ذلك بالجنة ممن أنفق منها في حقوق الله وهان عليه الإنفاق منها كما يهون على الرَّجُل النفقة من مال وغيره إذا أذن فيه، فإن له الثواب الجزيل والأجر العظيم، ثمّ قَالَ: «هذا يدل على أنها ليست بأموالهم في الحقيقة وما أنتم فيها إلا بمنزلة النّواب والوكلاء فاغتنموا الفرصة فيها بإقامة الحق قبل أن تزال عنكم إلى بعدكم»([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]). وقَالَ الزمخشري([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]): «يعني أن الأموال التي في أيديكم إنما هي أموال الله بخلقه وإنشائه لها وإنما نولكم إياها وخولكم الاستمتاع بها وجعلكم خلفاء في التصرف فيها، فليست هي أموالكم في الحقيقة وما أنتم فيها إلا بمنزلة الوكلاء والنواب»([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]). وقَالَ سَيِّد قطب: «ولا يحتاج نصّ الآية إلى تأويل ليؤدي المعنى الذي فهمناه منه وهو أن المال الذي في أيدي البشر هو مال الله، وهم فيه خلفاء لا أُصلاء. وفي آية أخرى في صدى المكاتبين من الأرقاء يقول تعالى: ﴿وَءَاتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي ءَاتَاكُمْ﴾([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]) فما يعطونهم هذا المال من ملكهم ولكنهم يعطونهم من مال الله وهم فيه وسطاء([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).تقييد استخلاف الله للإنسان، فالاستخلاف الإلهي ليس استخلافاً مطلقاً من دون قيد بل بقيود حددّت مدى هذا الاستخلاف ووضّحت طريقة الانتفاع والتمتع بما سخره الله تعالى في هذا الكون «تقدمة لمصالحهم وأهبة لسد مفاقرهم»([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]) وقد بيّنهذا المعنى في حديثه حيث قَالَ: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع: عن عمره فيمَ أفناه، وعن شبابه فيمَ أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيمَ أنفقه، وعن علمه ماذا عمل فيه»([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]). 3- ولو أن الله أباح لهم ما في الأرض جميعاً من دون قيد ولا حد ولا نظام لأدى الأمر بالغرائز الجامحة إلى التسلط والقهر والغلبة وإلى الفوضى والمنازعات وأكل القوي الضعيف، لهذا فهم ليسوا أحراراً في التّصرف فيما استخلفوا فيه يفعلون كما يحلو لهم، بل هم مخلوقون لغاية أساسية وهي عبادة الله تعالى، وعبادته تقتضي إتباع أوامره، والابتعاد عن نواهيه، فإن لم يفعلوا ذلك فقد أخلّوا بشرط الاستخلاف لهذه الأرض. يقول الدكتور أحمد شلبي: «المال مال الله وملكيته الخاصة وظيفة اجتماعية: يقر الإسلام حق المِلْكِيَّة الفردية كما سبق القول، ولكن المقصود من هذا التعبير هو ملكية الفرد بالنسبة للأفراد الآخرين أو قل: إنه ملكية الظاهر، أو ملكية الانتفاع، أما المالك الحقيقي لكل شي فهو الله سبحانه تعالى»([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]). ويقول الشيخ علي الخفيف: «إن المال مال الله والناس جميعاً عباد الله، منحهم هذا المال ليكون لهم جميعاً فهو وإن ربط باسم شخص معين لكن الجميع عباد الله، فاختصاص الإنسان بشيء منه، إنما هو نوع من الخلافة والولاية تلقاها عن المجتمع الذي يعتبر صاحب الولاية الأولى على جميع ما في الأرض. وإذا كانت خلافة كانت وظيفة اجتماعية لها مع ذلك صفة الاختصاص التي أضفت عليها صفة الحق حين تكون خاصة»([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]). وقَالَ الشيخ تقيّ الدِّين النَّبَهَانِيّ: «ولما كان المال لله، والله قد استخلف العبد فيه بإذن منه، كانت حيازة الفرد للمال أشبه بوظيفة، يقوم بها للانتفاع بالمال وتنميته، منها بالامتلاك. لأن الفرد حين يملك المال أنما يملكه للانتفاع به وهو معتمد به بحدود الشَّرْع وليس مطلق التصرف فيه كما أنه ليس مطلق التصرف في العين نفسه، ولو ملكها ملكية عينية، بدليل أنه تصرف بالانتفاع بهذا المال تصرفاً غير شرعي، بالسفه والتبذير كان على الدَّوْلَة أن تحجر عليه وتمنعه من هذا التصرف، وأن تسلبه هذه الصلاحية التي منحته إياها. وعلى ذلك يكون التصرف بالعين والانتفاع بها هو المعنى المراد من ملكيتها أو هو أثر هذه المِلْكِيَّة»([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]). [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]- سورة النجم: الآيه 31[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]- سورة طه: الآية 6.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]- سورة سبأ: الآيه 22[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]- سورة طه الآية :6 [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]- سورة الفرقان الآيه: 2[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]- انظر الاقتصاد السياسي للدكتور رفعت المحجوب: 1 / 191، 192).[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]- سورة الجاثية الآية 15[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]- الدلائل القرآنية ص:18-19 [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]- سورة المائدة الآية 120. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]- سورة الحديد الآية 7. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]- الجامع لأحكام القرآن القرطبي، أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري ، (1/130). [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]- هو محمود بن عمر بن محمد الخوارزمي الزمخشري جار الله من المفسرين، له التفسير المشهور بالكشاف وهو مليء بالاعتزاليّات كما أنه من اللغويين له أساس البلاغة، معجم مطبوع توفي سنة 538هـ. انظر: سير الأعلام النبلاء (2/153)، الأعلام (7/178). [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]- الكشّاف عن حقائق غوامض التنـزيل، الزمخشري، جار الله محمود بن عمر: (4/61). [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]- سورة النور الآية / 33. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]- العَدالَة الاجْتِمَاعِيَّة سَيِّد قطب، ، ص 119. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]- أحكام القرآن، ابن العربي، أبو بكر محمد عبد الله (1/14-15). [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]- رواه التِّرْمِذِي وصححه الألباني في صَحِيْح الجامع رقم (7300) ، والمعجم الأوسط (5/74). شرح سُنَن ابن ماجه (1/171) عن ابي الدرداء. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]- الاقتصاد في الفِكْر الإسلامي (موسوعة الحَضَارَة الإسْلاميَّة شلبي، د. أحمد: رقم/4)، ص39 . [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]- المِلْكِيَّة في الشَّرِيعَة الإسْلاميَّة، الشيخ علي الخفيف (1/33) و(1/34) وقد وافقه على هذا الرَأْي في كتاب اشتراكية الإسلام، د. مصطفى السباعي ص( 134-135). [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]- النِّظَام الاقتصادي في الإسلام، النَّبَهَانِيّ، تقيّ الدِّين ص :125. | |
|