أحمد أيت لمقدم
عدد المساهمات : 16 نقاط : 46 تاريخ التسجيل : 09/12/2009
| | أحمد أيت لمقدم | |
قيمة العدل :إن العدل هو أحد أهم أسس عقيدة التوحيد يقول الله تعالى { وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلا لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ..} ([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]) ، يقول ابن كثير في تفسير هذه الآية ( وقال قتادة ؛ صدقا فيما قال ، وعدلا فيما حكم ، أقول تصديقا في الأخبار وعدلا في الطلب ، فكل ما أخبر به فحق لا مرية فيه ولا شك ، وكل ما أمر به فهو عدل الذي لا عدل سواه وكل ما نهى عنه فباطل لا ينهى إلا عن مفيده ..) ([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).ولتقويم النفس البشرية جعلت الشريعة الحكيمة العدل فريضة دائمة وحرمت الظلم بكل أنواعه وأشكاله وفي كل أحواله، قال تعالى {يأيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين، إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا} (النساء:135).وقال تعالى أيضا {يأيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله} (المائدة:2).وقال الله في الحديث القدسي: [يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا] وقد وضع الله سبحانه وتعالى قوانين العدل وموازين القسط في كل علاقة بين الإنسان والإنسان ولم يترك هذا للاجتهاد الشخصي بل أقام الحقوق والواجبات في كل عقد شرعي مما يحتاجه الناس في حياتهم كعقود البيع والإجارة والمزارعة والزواج والطلاق والبيعة، وغير ذلك فالعقود الشرعية كلها قائمة على تحقيق هذا المطلب الشرعي (العدل) ولذلك جعل الله العدل غاية الرسالات فقال سبحانه وتعالى {لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط} (الحديد:25).فالعدل بين الناس في الحكم والقصاص والمساواة في الحقوق والواجبات هي من تجليات هذا الدين الذي جعل أفئدة الناس تدخل في هذا الإسلام هروبا من جور الأديان وظلمها وقسوتها إلى رحمة الإسلام (ويستحيل في حق الله تعالى وحكمته أن يشرع حكما خارج نظام العدل ) ([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).ومن عدله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما روت عائشة رضي الله تعالى عنها أن قريشا أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت ، فقالوا : من يكلم فيها رسول الله صلى اله عليه وسلم ؟ فقالوا ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد ، حب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فكلمه أسامة فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أتشفع في حد من حدود الله تعالى) ثم قام رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصعد إلى المنبر ثم قال: << إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ، وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها >> ([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).في الحديث إشارة واضحة إلى جور الجاهلية التي تقسِّم الناس إلى فئات مختلفة أسيادا وعبيدا وإلى أقوياء وضعفاء لكل فئة قانون .وفي الحديث أيضا إشارة واضحة إلى رسالة الإسلام ، الذي يسوي بين الناس جميعا ، لا فرق بينهم ولو كان عبدا حبشيا .وفي الحديث إشارة واضحة إلى أن هلاك الأمم سببها الجور والظلم والتفريق بين الناس وإشاعة المنكرات ، والتي تسبب فساد المجتمعات .ومن عدله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن أبا ذر الغفاري رضي الله عنه الذي كان من خيرة الصحابة المتقين تطاول مرة على عبد زنجي في حضرة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال له أبو ذر يا ابن السوداء ، فغضب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقال : << (طف الصاع طف الصاع ليس لابن البيضاء على ابن السوداء فضل إلا بالتقوى أو بالعمل الصالح)، فوضع أبو ذر خده على الأرض وقال للأسود قم ألطم على خدي >> ([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).بهذه التربية المثالية والعدالة الاجتماعية كان الإسلام أقوى الأديان في الأرض ، وداعيا إلى الوحدة العالمية وإحلال عقيدة التوحيد ( نجد الثقافة الجديدة في مبدإ التوحيد أساسا لوحدة العالم.. وأن روح التوحيد هي المساواة والاتحاد..)([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]) .بهذه الأدوات الموحدة كانت الأمة الإسلامية خير أمة أخرجت للناس ،وبهذه العدالة انتصر الحق ، وكان الأمن والاستقرار ، وازدهرت الأخوة الإسلامية التي كانت سببا ناجحا في انتصار الإسلام ودخول الناس فيه .ومن هذا السياق نعلم أن العدل في ذاته هدف وغاية ومقصد من مقاصد الشريعة، وهذا العدل أيضا وسيلة إلى غاية أخرى وهي تربية الإنسان الصالح الذي يؤمر بالعدل ويبتلى بتطبيقه لتصلح نفسه وتزكو أخلاقه. وهكذا يكون العدل غاية من جهة ووسيلة من جهة أخرى. غاية في نفسه فهو مطلب شرعي ووسيلة لتحقيق غاية أخرى وهو تكوين وإنشاء المسلم الصالح.والظلم في اللغة : وضع الشيء في غير موضعه تعدياًَ .وفي الشرع : هو فعل المحظور وترك المأمور .وفعل المحظور ، وكذلك ترك المأمور وضع للشيء في غير محله شرعاًَ فهو ظلم .وهذا الضابط مما اتفق عليه ؛ بل إن الشرائع اتفقت على وجوب العدل في كل شيء فالله عز وجل أرسل الرسل وأنزل الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط ، والأدلة على منع الظلم كثيرة جداًَ منها قوله تعالى : ( وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ )[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ، ومنها قوله تعالى : ( وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ ) [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] .ومنها حديث أبي بكرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إنَّ دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام" وهو في الصحيحين .ومنها قول النبي صلى الله عليه وسلم : " كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه " .ومنها حديث أبي ذر في صحيح مسلم أن النبي النبي صلى الله عليه وسلم قال : " قال الله تعالى : يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماًَ فلا تظالموا " .ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن النجش وعن التصرية وعن أن يبيع المسلم على بيع أخيه المسلم وأن يشتري على شرائه وأن يسوم على سومه لما في ذلك من الظلم والاعتداء . [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ) الانعام ـ 115 .[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ) الحافظ بن كثير : تفسير القرآن العظيم ـ م 3 ـ مرجع سابق ـ ـ ص 85،86[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ) محمد جواد مغنية : فلسفة الاخلاق في الاسلام ـ دار العلم للملايين ـ بيروت ـ لبنان ـ 1986 ـ ص 18 .[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ) مسلم : صحيح مسلم ـ م 6 ـ مرجع سابق ـ ص 182.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [5] ) أحمد بن حنبل : مسند الإمام أحمد ـ م4 ـ دار صابر ـ بيروت ـ د.ت ـ ص 128[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ) محمد إقبال : تجديد الفكر الديني ـ دار القلم ـ الكويت ـ 1955 ـ ص 169[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ( [7] الأعراف: من الآية85[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ) البقرة: من الآية188 | |
|