سرت: بدأت مساء السبت الجلسة المغلقة الأولى للقمة العربية برئاسة الزعيم الليبي معمر القذافي وذلك لمناقشة عدد من المواضيع من أبرزها تطوير العمل العربي المشترك وأفكار الزعيم الليبي في هذا الشأن خاصة ما يتعلق بمشروع الاتحاد العربي والمبادرة اليمنية لتفعيل العمل العربي المشترك ومبادرة السلام العربية وخطة التحرك العربي لدعم القدس والوضع المالي للأمانة العامة للجامعة العربية.
وذكرت وكالة الانباء الليبية أن الجلسة المغلقة الأولى تقتصر على رؤساء الوفود واثنين فقط من أعضاء كل وفد عربي.
ومن المقرر أن تختتم القمة أعمالها الأحد باصدار "إعلان سرت" الذي يتضمن مواقف القادة العرب من القضايا المطروحة على اجندة القمة واقرار مشاريع القرارات التي رفعها وزراء الخارجية العرب.
وفي سياق متصل ، أكد رئيس مكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير هشام يوسف في تصريح للصحفيين أن العراق سيكون رئيس القمة العربية المقبلة ، أما مكان عقدها فهو قرار عراقي.
وكانت القمة العربية الـ22 بدأت صباح السبت في مدينة سرت الليبية ، حيث توالت في كلمات الافتتاح ردود الفعل الغاضبة تجاه سياسات الاستيطان الإسرائيلي.
وقال الزعيم الليبي معمر القذافي في مستهل أعمال قمة سرت العربية إن النظام الرسمي العربي "يواجه تحديات شعبية متزايدة ولن تتراجع هذه التحديات حتى تصل إلى هدفها النهائي".
وفي كلمته عقب تسلم رئاسة القمة من أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ، دعا القذافي إلى تجنب القرارات التي لا ترضى عنها "الجماهير العربية" ، قائلا :" يجب أن نحاول أن نقرر ما تنتظره منا الجماهير إذا قررنا أي شئ لن ترضى عنه الجماهير لن يكتب له النجاح والجماهير ماضية في تحدي النظام الرسمي".
وتابع "المواطن العربي متمرد ومتربص ، لا نستطيع أن نحتمي بعد الآن خلف الصولجانات أو الحدود فهي غير محترمة وتداس تحت أقدام الجماهير الثائرة" ، واعتبر الزعيم الليبي أن الحكام العرب "في وضع لا يحسدون عليه لأنهم يواجهون تحديات غير مسبوقة".
ومن جهته ، أكد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر في كلمته التي افتتح بها القمة العربية وجود ازمة في العمل العربي المشترك.
وطالب امير قطر العرب بالتحرك من اجل انقاذ القدس وقال :" انه لا ينبغي ان نكتفي بقرارات الشجب والادانة ، ان الشعوب العربية لن تصدق اننا لم نستطع رفع الحصار عن غزة".
وتابع " هل تكفي القدس والاقصى قرارات الشجب والادانة وهل نقتنع نحن وتقتنع شعوبنا بان كل ما في وسعنا فعله هو الادانة والشجب هل علينا فعلا ان ننتظر الرباعية بشأن القدس والاقصى".
وأضاف " نحن أمام خيارين اما ان نترك العمل العربي المشترك لمصائره ومصادفاتها تذهب به اينما تشاء او نقف وننبه الى ضرورة المراجعة واعادة النظر ".
واقر امير قطر بعدم تحقيق انجازات خلال الدورة الماضية من القمة العربية التي كانت تترأسها بلاده ، وقال" ولسنا نقبل او نرضى ان نتقدم اليكم اليوم او الى الامة من خلفكم بتقرير عن انجازات دورة رئاسية لمجلس الجامعة العربية شرفنا بمسؤوليتها وذلك لان هذه الانجازات لم تتحقق".
واقترح الامير تشكيل لجنة اتصال عليا تعمل تحت اشراف رئيس القمة ويكون عليها التقدم اليه بمقترحات لحل ازمة العمل العربي المشترك.
وفي السياق ذاته ، دعا الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى القادة العرب لمناقشة جميع الاحتمالات بما في ذلك فشل عملية السلام كلية وقال موسى في كلمته :" لا مكان لإسرائيل في محافلنا طالما هي متمسكة بأنها دولة فوق القانون".
وأوضح أن أي عملية سلام لا يمكن أن تكون مفتوحة بل يجب وضع أطر زمنية لها، مؤكدا أن لجنة المبادرة العربية في سبيلها لبلورة خطط بديلة لمواجهة الموقف
وأضاف " لقد حان الوقت لمواجهة اسرائيل. يجب ان يكون لدينا خطط بديلة لان الموقف وصل الى نقطة تحول" ، وتابع " إنه لا مكان لإسرائيل فى المحافل الإقليمية طالما بقيت على مواقفها وسياساتها الحالية ، أى عملية سلام يجب ألا تكون مفتوحة النهاية ، يجب وضع جدول زمنى" ، داعيا إلى إطلاق حوار إيرانى عربى لتحديد طبيعة العلاقة المستقبلية.
وبالنسبة للضيوف الذين شاركوا بالقمة ، فقد وصف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان الموقف الإسرائيلي بأنه "ضرب من الجنون".
ومن جهته ، حث الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون القادة العرب على تأييد الجهود التي تقوم بها الولايات المتحدة لاستئناف مفاوضات السلام غير المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
وقال بان كي مون خلال الكلمة التي ادلى بها في افتتاح اعمال القمة :" رسالتي اليكم هي مهما كانت بواعث قلقكم لا يوجد بديل للمفاوضات من اجل حل الدولتين".
وتابع " النشاط الاستيطاني غير شرعي ويجب ان يتوقف ، يجب احترام ان القدس مهمة لدى الجميع، ويجب ان تنبثق من خلال المفاوضات كعاصمة للدولتين".
وأضاف " نحن نؤيد الجهود الدبلوماسية المكثفة التي تقوبم بها الولايات المتحدة حاليا من اجل التغلب على ازمة عدم الثقة الحالية".
واستطرد " لكن من الضروري للمجتمع الدولي والدول العربية المساعدة في خلق مناخ ملائم يمكن ان تنجح المفاوضات خلاله. لندع ان يكون ذلك التزام لنا".
الا ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس استبعد خلال كلمته في القمة عقد هذه المباحثات غير المباشرة مع الاسرائيليين ما لم تتوقف اسرائيل عن بناء المزيد من المستوطنات.
القدس تتصدر جدول الأعمال وقد توافد إلى سرت عدد من الزعماء العرب ، لكن لوحظ غياب كل من ملوك السعودية البحرين المغرب وسلطان عمان بالإضافة إلى رؤساء كل من لبنان والعراق ومصر والإمارات العربية المتحدة.
ويشارك في القمة ، اضافة الى الزعيم معمر القذافي الذي يستضيف لاول مرة لقاء عربيا على هذا المستوى ، 12 من القادة العرب هم رؤساء الجزائر والسودان وسورية وموريتانيا واليمن والصومال وجيبوتي وجزر القمر ، اضافة الى اميري قطر والكويت والعاهل الاردني ورئيس السلطة الفلسطينية.
ويناقش القادة العرب في القمة عددا من القضايا أبرزها قضية القدس والصراع العربي الإسرائيلي ، وهيمنت قضية القدس على الاعمال التحضيرية للقمة التي اقترحت مصر تسميتها "قمة صمود القدس" في ظل اصرار حكومة اليمين الاسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو على التوسع الاستيطاني في القدس الشرقية.
كما وافقوا على مشروع قرار لرفعه الى القمة العربية يشدد على التأكيد أن القدس جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.
وقال مسؤولون في الجامعة العربية ان وزراء الخارجية العرب اتفقوا على تقديم 500 مليون دولار لصندوق القدس في تحرك لمواجهة نشاطات الاستيطان الاسرائيلية في المدينة.
ويتوقع ان يكون بند المحادثات غير المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين محط اهتمام خاص في القمة وسيتم فيها ايضا التداول في عواقب وتبعات استمرار النشاطات الاستيطانية الاسرائيلية في القدس الشرقية.