كشفت مصادر مطلعة عن اتخاذ تدابير أمنية جد مشددة هذه السنة بمناسبة أعياد السنة الميلادية. وتشير المصادر ذاتها إلى أن التحركات الأخيرة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي على مستوى الجنوب المغربي والعملية الأخيرة التي قام بها مؤخرا داخل التراب الموريتاني واختطافه سياحا أجانب ووجود عناصر من بينها مغاربة، كلها عوامل أدت إلى تشديد الإجراءات الأمنية هذه السنة تحسبا لوقوع أي طارئ، إلى جانب التدابير الاعتيادية التي تتخذها مصالح وزارة الداخلية والإدارة العامة للأمن الوطني كل سنة خلال هذه المناسبة. وحسب محمد اكضيض، عميد شرطة متقاعد وباحث في الشؤون الأمنية، فإن التدابير الأمنية الخاصة بمناسبة أعياد رأس السنة الميلادية يتم الشروع فيها ابتداء من يومي 25 و26 دجنبر الجاري وتستمر إلى حدود الساعات المتقدمة من اليوم الأول من السنة الجديدة. ويكشف اكضيض في تصريح لـ«المساء» أن من بين المنشآت والمؤسسات التي تخضع لمراقبة أمنية مشددة هناك المعابد اليهودية والمنشآت السياحية والمراكز الحيوية والمراكز التجارية والكنائس والسفارات والقنصليات الأجنبية، بالإضافة إلى تشديد المراقبة على صهاريج المياه التابعة للمكتب الوطني الصالح للشرب.
وحسب اكضيض، فإن مركز قيادة العمليات الأمنية يكون بمقر وزارة الداخلية وكذا بالإدارة العامة للأمن الوطني، كما يتم وضع لجنة مركزية للتنسيق بين مختلف المصالح وتبادل المعلومات. ويضاف إلى التدابير المتعلقة باحتفالات رأس السنة الميلادية هذه السنة إحياء لجنة اليقظة بوزارة الداخلية الخاصة بالكوارث وتغيرات أحوال الطقس. وعلى مستوى الإدارة العامة للأمن الوطني، تم عقد اجتماعات التهييء لمراقبة هذه الاحتفالات بداية من أمس الجمعة حيث تم بسط الخطوط العريضة للإستيراتيجية الأمنية التي ستتخذ هذه السنة، والتي أوكلت إلى الولاة الأمن مهمة السهر على تنفيذها.
الاستراتيجية الأمنية تقوم على تشديد المراقبة على المعابد اليهودية والكنائس والقناطر والأماكن الحساسة وكل ما هو حيوي بالمندية بما فيها المركبات التجارية. وتقوم الاستراتيجية الأمنية كذلك على نشر عدد من السدود والحواجز الأمنية بمداخل ومخارج المدن والقيام بحملات تمشيطية وتطهيرية في صفوف المشتبه بهم والأشخاص الصادرة في حقهم مذكرات توقيف. كما تقوم الخطة بتشديد المراقبة بمراكز الحدود بالمطارات والموانئ واستنفار مختلف أجهزة الاستخبارات، سواء بمديرية مراقبة التراب الوطني «الديستي» أو مديرية الدراسات والمستندات «لادجيد». كما تعزز صفوف الأمن خلال هذه المناسبة بعدد كبير من رجال الأمن والشرطة والقوات المساعدة بدون استثناء وفرق حوادث السير والقوات العمومية نظرا إلى حوادث السير، التي تكثر خلال هذا اليوم بسبب حالات السكر الطافح الذي يكثر في هذه المناسبة.