تنشغل كثيرا عزيزي المسافر بهندمة ملابسك بعد اليوم، خصوصا إذا كنت ستمر بالمطار لأي سبب، حيث سيتم تثبيت كاميرات الماسح الضوئي في جميع المطارات بحيث يبدو كل شيء عارياً ومكشوفاً، ولن يكون بإمكان أحد المحافظة على عورته من "عين الحسود" التي تندب فيها مائة رصاصة، حسب المقولة الشعبية المصرية.
حيث أثار جهاز الماسح الضوئي الجديد المستخدم للتفتيش فى المطارات الجدل وحفيظة الكثيرين بسبب اختراقه للجسم البشري دون استئذان وكشفه لجميع تفاصيله الدقيقة ليبدو المسافر أمام شاشة المراقبة وكأنه عاريا تماماًً.
وكانت سلطات مطار مانشستر البريطاني أول من طبق تجربة الجهاز الجديد تمهيداً لخطوة سيتم التوسع فيها قريباً فى جميع مطارات دول أوروبا إذا ما تم الاتفاق عليها فيما بينهم لاضفاء مزيد من الحماية والامن على تلك الدول على خلفية محاولة النيجيري عمر فاروق عبدالمطلب تفجير طائرة امريكية بولاية ديترويت فى اعياد الميلاد بعد قيامه بتهريب مادة "بي إي تي إن" شديدة الانفجار يوم 25 ديسمبر الماضي على رحلة جوية قادمة من أمستردام محاولاً إشعال المسحوق بينما كانت الطائرة تهبط في الولاية الامريكية.
ولكن يبدو أن توفير الحماية والامن للمواطنين جاء على حساب الاخلاقيات وهو ما رفضته تطبيقه بعض دول أوروبا على اساس انه يمثل انتهاكاً لحرية الانسان بعد ان باتت تفاصيل الجسد بمناطقه التناسلية الحساسة متاحة على مرأى الجميع فى سبيل البحث عن اى قنبلة أو سلاح تحت الملابس. وفى المقابل، منحت دول مثل هولندا وبريطانيا الاولوية لمصالحها الامنية على حساب أى شىء خاصة بعد أن دافعت وزارة الخارجية عن الجهاز، وباركت استخدامه مع بعض الضوابط البسيطة يلتزم بها العاملون فى المطارات اذا ماتم تطبيقه وتحديداً فى العاصمة لندن.
كما أبدت المانيا موافقتها المبدئية على تطبيق الفكرة، مشيرة الى انها ستبدأ في التجهيز لاستخدامه بعد موافقة الاتحاد الاوروبي، فيما أعلنت فرنسا انها ستقوم بالبحث عن تقنيات أخرى لكشف المتفجرات.
ولا تقتصر الأضرار التى يسببها "الاسكانر" على النواحى المعنوية فقط، بل تمتد لتشمل اضرار جسدية أيضاً بعد ان تردد عن أن الجهاز يصدر منه اشعة ضارة تؤثر على خلايا الجسم ومن ثم تؤدى الى مرض السرطان خاصة مع تكرار التعرض له وهو ما يعانى منه مسافرو بعض الدول والتى تعتبرها السلطات الأمريكية راعية أو ذات صلة بالارهاب.
وكانت واشنطن وفقاً لمصادر أمريكية قد فرضت تدقيق أمني خاص عند دخول المسافرين من دول السودان وسوريا والجزائر ولبنان وليبيا والعراق ونيجيريا وباكستان والسعودية والصومال واليمن أفغانستان وكوبا وإيران بينما المواطنين الأمريكيين وغالبية الركاب من الدول الأخرى الذين لا يمرون بهذه الدول في طريقهم إلى الولايات المتحدة لن يواجهوا إجراءات أمنية مكثفة.
وكانت الجزائر من أول الدول الواقعة فى القائمة المحظورة التى ابدت تحفظها على الجهاز بسبب الاضرار الصحية البالغة التى يسببها بعد ان حذر خبراء ومختصون من خطورة الجهاز لما يسببه من امراض خطيرة. وعن رأى الدين فى الموضوع أكد الشيخ فرحات المنجى احد كبار علماء الازهر الشريف في تصريحات خاصة لشبكة الاعلام العربية "محيط" ان الله سبحانه وتعالى قد خلق الانسان وجعله فى ابهى صورة وصانه وصان النساء تحديداً حتى انه جعل صلاتها منفردة افضل من صلاتها فى المسجد او في جماعة والانسان محاط بعناية الله وعنايته".
ويقول رسول الله صلي الله عليه وسلم فى حديثه الشريف:" أيما امرأة وضعت ثيابها في غير بيت زوجها فقد هتكت ستر ما بينها وبين الله"، فمابالنا وهذه الاجهزة التى تعرض كل الناس ذكورهم واناثهم كبيرهم وصغيرهم، هذا أمر لايليق وضد الانسانية تماماً لانه يجعل الانسان المكرم كمثل الحيوان الذى يسير فى الشارع وعورته ظاهرة فما الفارق اذا بينهما".
واختتم الشيخ فرحات حديثه قائلاً:" هذه الاجهزة ستجر كثيراً من المشاكل وستفتح باباً سيئاً وباب فتنة كبيرة فلكل من يقوم بهذا العمل ويرون العوارات آثمون ولو كان تحت اى دعوى من الدعاوى".
أما رأى العلم فقد أكد الدكتور حسام ابراهيم استاذ جراحة المخ والاعصاب بكلية الطب جامعة بنها أن الجهاز المستخدم حالياً فى المطارات يعتمد على الموجات الصوتية، وليس اشعة إكس كما اشيع موضحاً أن التعرض لهذه الموجات بهذه الجرعات التى في المطارات لم يثبت عنها دراسات تؤكد مدى خطورتها.
أورام خبيثة
وتابع:" أن اشعة أكس تستخدم بشكل كبير للكشف عن الحقائب والامتعة وتطبق بالنسبة للإنسان على نطاق محدود بعض الشىء ويتخلص ضررها في الجرعات العالية والمتكررة لذا دائماًً ما يأخذ الاطباء القائمين على المهنة احتياطاتهم بارتداء سترات واقية من هذه الاشعة أما التعرض لجرعات متفاوتة فلا توجد خطورة كبيرة حيالها".واختتم دكتور حسام ابراهيم حديثه بالقول ان هناك بعض الفئات محظور عليها التعرض لتلك الاشعة ولو بقدر ضئيل مثل الحوامل حيث تؤدى لتشوه في الاجنة اضافة الى تأثيرها على خصوبة الرجال ونسب الذكاء كما انها تسبب مرض السرطان بجميع انواعه ناهيك على خطورتها للمرضى المزروع داخل اجسامهم بعض الاجهزة مثل منظم ضربات القلب واجهزة الانسولين فكل هؤلاء محظور عليهم التعرض لاى موجات او اشعة كهرومغناطيسية اوحتى التليفون المحمول.