فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ..} [30]
أي اجعل جِهتَكَ للدين {حَنِيفاً} على الحال. قال الضحاك: "حَنِيفاً" مسلماً حاجاً. قال و {فِطْرَتَ ٱللَّهِ} دين الله. قال أبو اسحاق: "فِطْرَتَ ٱللَّهِ" [نصب بمعنى اتّبع فطرةَ الله]، قال: لأن معنى "فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ" اتبع الدين واتبع فطرة الله. [قال محمد بن جرير: "فطرة" مصدر من معنى فأقم وجهك؛ لأن معنى ذلك فَطَرَ اللهُ الناس على ذلك فطرةً]. وقد ذكرنا فطرة الله بأكثر من هذا في "المعاني"، والحديث "كل مولود يولد على الفطرة"، وقول الفقهاء فيه. وقد قيل: معناه يولَدُ على الخلقة التي تعرفونها، وقيل معنى فطرة الله التي فطر الناس عليها أي اتّبعوا دين الله الذي خلق الناس له. وسميت الفطرة ديناً لأن الناس يخلقون له قال جل وعز {وما خلقتُ الجنَّ والإِنسَ إِلاّ ليَعبِدُونَ} واحتجَ قائل بقوله جل وعز {وإنْ أسأتُمْ فَلَهَا}.