هنري ألمح لإمكانية اعتزاله دوليا بعد الهجوم الذي تعرض له
أثار نجم الكرة الفرنسية المهاجم تيري هنري جدلا واسعا في الأوساط الرياضية الفرنسية والأيرلندية وردود فعل غاضبة من جمهوري البلدين بعد اعترافه بأن الكرة التي سجل منها زميله وليام جالاس هدف تعادل بلاده مع أيرلندا مؤخرا وتأهل فرنسا بسببه لنهائيات كأس العالم في جنوب إفريقيا، جاءت من لمسة بيده.
لكن تصرف هنري أثار جدلا أوسع، في الأوساط الرياضية في مختلف أنحاء العالم، حول مدى أخلاقيته، فبينما قدر البعض تصرفه ووقفوا إلى جانبه، لام آخرون هنري على التأخر في اعترافه إلى ما بعد المباراة، معتبرين أن الاعتراف بعد مرور الواقعة لم يعد مفيدا في تغيير نتيجة المباراة، وفقا لقوانين الفيفا.
طالع:
فرنسا في كأس أمم أوروبا بفريق نصفه من المسلمين
حكايات لاعبين دخلوا الإسلام
وفي تصريحات صحيفة الإثنين 23 -11 – 2009، ألمح هنري عن رغبته في الاعتزال دوليا بعد الهجوم الذي تعرض له على خلفية لمسه الكرة بيده، مجددا دعوته لإعادة المباراة مع أيرلندا.
ونقلت صحيفة "لوكيب" الفرنسية عن هنري قوله إنه بدأ يفكر مجددا في الاعتزال دوليا بعد الهجوم الذي تعرض له عقب لمسه الكرة التي أحرزت منها فرنسا هدف الفوز على أيرلندا بيده.
واستنكر هنري الطريقة التي احتفل بها عقب إحراز زميله جالاس هدف التأهل للمونديال، داعيا الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" لإعادة المباراة.
وفي إطار ردود الفعل الغاضبة، تظاهر نحو 200 مشجع أيرلندي أمام سفارة فرنسا في العاصمة الأيرلندية دبلن في عطلة نهاية الأسبوع هناك للمطالبة بإعادة مباراة البلدين.
وعلى الجانب الفرنسي، أظهر استطلاع رأي أجرته القناة الثانية للتلفزيون الفرنسي ونشر الأحد 22-11-2009 أن 81% من الفرنسيين يرون أن منتخب بلادهم لا يستحق الصعود إلى نهائيات بطولة كأس العالم لكرة القدم؛ نظرا لأن الهدف الذي أحرزته فرنسا في مباراتها الأخيرة أمام أيرلندا في التصفيات جاء بعد لمس هنري الكرة بيده بعيدا عن نظر الحكم. واعتبر 88% من المشاركين في الاستطلاع أن "هنرى لم يكن محقا في لعب الكرة بيده".
يأتي ذلك رغم استبعاد الاتحاد الفرنسي لكرة القدم إعادة اللقاء وتأكيد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بأن احتساب نتيجة المباراة كما هي يعد قرارا "نهائيا" وأنه "لا رجعة فيه"؛ ردا على احتجاج تقدم به الاتحاد الأيرلندي للفيفا لإعادة اللقاء.
وأثارت ردود الاتحاد الفرنسي والاتحاد الدولي غضب القائمين على اللعبة في أيرلندا، وقال جون ديلاني الرئيس التنفيذي لاتحاد الكرة الأيرلندي في بيان السبت: "نأسف لأن دعواتنا تبدو كأنها وجدت آذانا صماء في الاتحاد الفرنسي لكرة القدم رغم جهودنا الكبيرة لإعادة اللقاء والتي كانت ستعيد النزاهة إلى اللعبة أمام جماهير العالم أجمع".
الاعتراف جاء متأخرا!
ووسط هذا الجدل الرسمي حول إعادة اللقاء من عدمه، تصاعد الجدل في الأوساط الرياضية على مستوى العالم حول مدى أخلاقية تصرف هنري باعترافه بلمس الكرة بيده ومطالبته بإعادة اللقاء.
فقد انتقد الكثيرون هنري رغم اعترافه بلمس الكرة بسبب التأخر في اعترافه.
وفي هذا الصدد، لام فابيو كانافارو لاعب نادي اليوفنتوس الإيطالي وقائد المنتخب الإيطالي هنري على تصرفه وتأخره عن اعترافه بلمسة اليد إلى ما بعد المباراة، وقال: "بعد الهدف، كان يجب على تيري هنري أن يتحلى بالخجل وألا يحتفل بالهدف، ربما كان الأفضل له أن يبقى هادئًا".
ولام ماوريتزيو زامباريني، رئيس نادي باليرمو الإيطالي، هنري أيضا على تأخره في اعترافه بلمسة اليد قائلا: "اللاعب الذي يسجل هدفًا بيده يجب أن يخبر الحكم في وقتها بأنه لمس الكرة بيده، ولكن هذا لا يحدث، ذلك النوع من الثقافة غير موجود".
وأوضح الاتحاد الدولي لكرة القدم أن قراره برفض إعادة مباراة فرنسا وأيرلندا يأتي انطلاقا من أن "قواعد لعبة كرة القدم وقوانينها"، التي تنص على أنه "تُتخذ القرارات في أثناء المباريات من طرف الحكام، وهي بالتالي قرارات نهائية لا رجعة فيها".
في المقابل دافع البعض عن تصرف هنري، وعده البعض تصرفا نادر الحدوث، خاصة أن المباراة التي فازت فيها فرنسا كانت نتيجتها حاسمة في تأهلها لنهائيات كأس العالم.
ومن بين هؤلاء زين الدين زيدان نجم منتخب فرنسا السابق التي دعا إلى التخفيف من حالة انتقاد زميله في المتتخب هنري قائلا: "رغم أن ما فعله هنري يعد خطأ كبيرا لكنه لا يجب أن نطلق عليه كلمة غش، فهنري أوقف الكرة بيده، وهذا تصرف غير إرادي".
ولا تعد لمسة هنري للكرة الأولى من نوعها والتي تسبب في ختم نتائج مباريات مصيرية، وكان أشهرها الهدف الذي سجله أسطورة الكرة الأرجنتيني دييجو أرماندو مارادونا لبلاده في مرمى إنجلترا في دور الـ16 من مونديال كأس العالم في المكسيك عام 1986 والذي قاد بلاده إلى دور الثمانية على حساب إنجلترا. ولم يعلن مارادونا وقتها عن أسفه بسبب إحرازه الهدف بيده قائلا إن "يد الله" هي من أحرزت هدف فوز الأرجنتين على أبناء الإنجليز.