وممّا لا ريب فيه أنّ الأطفال يختلفون في الطباع والميول وأنّ نظرة واحدة إلى أخلاقهم وما يظهر في بعضهم من القبحة والصفاقة وفي بعضهم من الحياء والخجل ، وما ترى فيهم من الجود والبخل و الرحمة والقسوة تبيّن لنا أنهم يتفاوتون في الطباع وأنهم ليسوا في مرتبة واحدة وأنّ فيهم المتواني والعاجز والسهل الوديع والفظ والغليظ والخيِّر والشرير ، وإذا أهملت تلك الطباع والميول من غير تأديب وتقويم وتهذيب بقى كل إنسان على الحال التي كان عليها في أثناء الطفولة فعلى المربيّن من آباء وأمهات أن يفكروا دائماً في تربية أبنائهم تربية خلقية من الطفولة البكرة كلما سنحت الفرصة كي يكونوا المثل الأعلى للأخلاق في المستقبل فالأمم لا ترقى بالمال أو الحصون ولكنها ترقى بالعلم والأخلاق .
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنما بعثت لأتمّم مكارم الأخلاق " ولله در شوقي حيث يقول :
و ليس بعامر بنيان قوم إذا أخلاقهم كانت خرابا
والغرض الاسمي من التربية الخلقية حسن السلوك ، والأخلاق في جميع شؤون الحياة في المنزل و المدرسة والمعمل والمجتمع للوصول إلى الكمال أو ما يقرب منه ، و لتحقيق هذه الغاية يجب أن يعلم الطفل كيف يميز الطيب من الخبيث و الحسن من القبيح ثم يختار الأول منهما و ينبذ الثاني .
المرجع: ـ الجندي ـ مجلة دورية داخلية ثقافية عسكرية ـ منشورات المحافظة السامية للجيش الوطني الشعبي ـ ص 22- العدد 35 ـ جوان 1979