الغلو في اللغة :
"غَلاَ في الأَمْرِ غُلُوًّا: جاوَزَ حَدَّهُ، وـ بالسَّهْمِ غَلْواً وغُلُوًّا: رَفَعَ يَدَيْهِ لأقْصَى الغَايَةِ، كغالاهُ ، وـ به مُغالاةً وغِلاءً، فهو رجلٌ غَلاءٌ ، كسماءٍ، أي: بعيدُ الغُلُوِّ بالسَّهْمِ، وـ السَّهْمُ: ارْتَفَعَ في ذَهابِهِ، وجاوَزَ المَدَى" ( الفيروزبادي ، 1993م )
"وتَغَالَى النَّبْتُ: ارْتَفَعَ" ( المصدر السابق )
" والغلوة : الغاية وهي رمية سهم أبعد ما يقدر عليه "(الفيومي،1987م ،ص 172 )
" وغلا في الدين غلواً من باب قعد تصلب وشدد حتى جاوز الحد ، وفي التنزيل ( لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ)(النساء: من الآية171) وغالى في أمره مغالاة : بالغ ، وغلا السعر يغلو والاسم الغلاء بالفتح والمد : ارتفع " ( المصدر السابق ، ص 172 ).
غَلا فـي الدِّينِ والأَمْرِ يَغْلُو غُلُوّا : جاوَزَ حَدَّه. وفي التنزيل ( لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ)(النساء: من الآية171) ( ابن منظور،1410 هـ ،جـ15 ، ص 132)
" قال بعضهم غَلَوْت فـي الأَمر غُلوّا وغَلانِـيَةً وغَلانِـيا إِذا جاوزْتَ فـيه الـحَدّ وأَفْرَطْت فـيه " ( المصدر السابق ، ص 132 ) .
التطرف في اللغة :
" والطَّرَف ، بالتـحريك: الناحية من النواحي والطائفة من الشيء، والـجمع أَطراف . وفـي حديث عذاب القبر: كان لا يَتَطَرَّفُ من البَوْل ، أَي لا يَتباعَدُ؛ من الطرَف: الناحية. وقوله عز وجل: (وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ)(هود: من الآية114) يعنـي الصلوات الـخمس فأَحدُ طَرَفـي النهارِ صلاة الصبح والطرَفُ الآخر فـيه صلاتا العَشِيِّ، وهما الظهر والعصر، وقوله (عز وجل): ( وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ)(هود: من الآية114) يعنـي صلاة الـمغرب والعشاء. وقوله عز وجل: ( وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ)(طـه: من الآية130) أَراد وسبح أَطراف النهار؛ قال الزجاج: أَطْراف النهار الظهر والعصر، وقال ابن الكلبـي: أَطراف النهار ساعاته. وقال أَبو العباس: أَراد طرفـيه فجمع. " ( ابن منظور،1410هـ ،جـ 9 ، ص 217 )
ويقال: طَرَّف الرجل حول العسكر وحول القوم، يقال: طرَّف فلان إِذا قاتل حول العسكر، لأَنه يحمل علـى طَرَفِ منهم فـيردُّهم إِلـى الـجُمْهور. ابن سيده: وطرَّف حول القوم قَاتَلَ علـى أَقصاهم وناحيتهم، وبه سمي الرجل مُطَرِّفا . وتطرَّف علـيهم: أَغار، وقـيل: الـمُطَرِّف الذي يأْتـي أَوائل الـخيل فـيردُّها علـى آخرها، ويقال: هو الذي يُقاتِل أَطراف الناس " ( المصدر السابق ، ص 217 )
الغلو والتطرف في الاصطلاح :
" إن الغلو أو التطرف لم يعد في الدين فقط ، بل في مختلف ممارسات الحياة اليومية ، فقد يكون التطرف في الفكر أو السلوك أو فيهما معاً ، وقد يكون في الماديات كالجلوس أو المشي ، وفي المعاملات داخل الأسرة أو مع أفراد المجتمع ، وقد يكون التطرف في المجال السياسي حيث يكون رجل السياسة متسلطاً لا يقبل الحوار والرأي الآخر والأحزاب الأخرى ." ( فرج ،1426هـ، ص 9 ) .
" أما التطرف الديني فيعني سؤ الفهم للنصوص الدينية الذي يؤدي إلى التشدد والغلو ، ويطلق عادة على بعض الأفراد الذين يلجئون إلى التفسير عن جهل في أمورهم الدينية ويضللون الناس " ( المصدر السابق ، ص 9 ) .
والغلو : " مجاوزة الحد والإفراط في التعظيم بالقول والاعتقاد والعمل " ( وزارة المعارف ،1423هـ ، ص 21 ) .
ومن الغلو : التنطع وهو " التعمق في الشيء والتكلف فيه ومجاوزة الحد في القول والفعل والتشدد في غير موضع التشدد " ( المصدر السابق ، ص 27 ) .
ومن الغلو أيضاً : الإطراء وهو " المبالغة في المدح والتعظيم والكذب فيه " ( المصدر السابق ، ص 27 ) كما جاء في الحديث : " لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد . فقولوا : عبد الله ورسوله " ( البخاري ، 6 / 3445 )
ويمكن القول بأن التطرف يتضمن التفريط والتساهل في الأمور وعدم إعطائها ما تستحقه ، كما يتضمن الإفراط والمبالغة في الأمور وإعطائها أكثر مما تستحق وكما قال أبو سليمان البستي :
ولا تَغْل في شيءٍ من الأمر واقتصد
كلا طرَفَي قصد الأمور ذميم