أحمد أيت لمقدم
عدد المساهمات : 16 نقاط : 46 تاريخ التسجيل : 09/12/2009
| | أحمد أيت لمقدم | |
منهج السف في تلقي العقيدة والاستدلال عليها.أحمد أيت لمقدم للسلف الصالح من الصحابة والتابعين لهم بإحسان منهج متميّز في تلقي العقيدة والاستدلال عليها، ويتمثل فيما يلي[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]:أولا: منهجهم في تلقي العقيدة.1. الاقتصار في تلقي العقيدة على الوحي. فالعقيدة الإسلامية توقيفية لا يجوز تلقيها من غير الوحي؛ لأنها غيب لا تحيط بها مدارك البشر، ولا عقولهم ولا علومهم. والوحي يتمثل في الكتاب والسنة الصحيحة، وما عدا ذلك فهو باطل.وعلى هذا جرى عمل السلف الصالح على إتباع كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، والرجوع إليهما والوقوف عند نصوصهما، في كل أمر من أمور الدين، فلا يقدمون بين يدي الله ورسوله $ قول أحد من الناس كائناًَ من كان.قال المقريزي في وصفهم: (ولم يكن عند أحد منهم - أي الصحابة- رضي الله عنهم ما يستدل به على وحدانية الله تعالى، وعلى إثبات نبوة محمد صلى الله عليه وسلم سوى كتاب الله، ولا عرف أحد منهم شيئاً من الطرق الكلامية، ولا المسائل الفلسفية)[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].وقال الشهرستاني: (إن السلف من أصحاب الحديث لما رأوا توغل المعتزلة في علم الكلام، ومخالفة السنّة التي عهدوها من الأئمة الراشدين، تمسكوا بمنهاج المتقدمين عليهم من أصحاب الحديث، منهم مالك بن أنس، وأحمد بن حنبل، وغيرهما، فسلكوا طريق السلامة، وقالوا: نؤمن بما ورد به الكتاب والسنّة، ولا نتعرض للتأويل)[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].2. الإجماع المعتبر عند السلف في تقرير العقيدة: هو مصدرٌ مبني على الكتاب والسنة أو أحدهما[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].3. الفطرة والعقل السليم عند السلف: رافدان مؤيدان يوافقان الكتاب والسنة ولا يعارضانهما، ولا يستقلان بتقرير تفصيلات العقيدة وأصول الدين، ويدركان أصول الاعتقاد على الإجمال لا على التفصيل، فالعقل والفطرة يدركان وجود الله وعظمته، وضرورة طاعته وعبادته، واتصافه بصفات العظمة والجلال على وجه العموم. كما أن العقل والفطرة السليمين يدركان ضرورة النبوات وإرسال الرسل، وضرورة البعث والجزاء على الأعمال كذلك على الإجمال لا على التفصيل. وهذه الأمور وسائر أمور الغيب، لا سبيل إلى إدراك شيء منها على التفصيل إلا عن طريق الكتاب والسنة (الوحي)، و إلا لما كانت غيباً.4. تعارض النص الصريح من الكتاب والسنة مع العقل الصحيح السليم غير متصور أصلاً، بل هو مستحيل، فإذا جاء ما يوهم التعارض بين النقل والعقل، اتهمت العقول، لأن النقل الثابت مقدم ومُحَـكـّم في الدين[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. لأنه صادر عن المعصوم - صلى الله عليه وسلم - والعقل لا عصمة له، بل هو من نظر البشر الناقص. وهو معرض للوهم والخطأ والنسيان والهوى والجهل والعجز، فهو قطعاً ناقص[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. فتقديم عقول الناس وأرائهم الناقصة على كلام الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ضلال وتعسف.5. تعظيم نصوص الكتاب والسنة، والتسليم المطلق لهما، والتحذير من مخالفتهما.نظراً لأن العقيدة الإسلامية توقيفية، فهي تقوم على التسليم لله تعالى، والإتباع لرسوله صلى الله عليه وسلم. دون تحريف، ولا تأويل، ولا تعطيل، ولا تمثيل. فلما كانت العقيدة تقوم على الأمور الغيبية، كان مبناها على التسليم بما جاء عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم ظاهراً وباطناً، ما عقلناه منها، وما لم نعقله، فوظيفة العقل تتوقف عند التدبر في آيات الله، ومعرفة محاسن العقيدة والشريعة، كما أنه هو الآلة في فهم النصوص الشرعية واستخلاص المعاني المرادة منها.قال الإمام الزهري رحمه الله: (مِنَ الله – عز وجل – الرسالة، وعلى الرسول صلى الله عليه وسلم البلاغ، وعلينا التسليم)[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. فالعقيدة غيبية في تفاصيلها، فلا تدركها العقول استقلالاً، ولا تحيط بها الأوهام، ولا تدرك بالحواس والعلوم الإنسانية ولا غيرها. يقول ابن أبي العز الحنفي رحمه الله: (فالواجب كمالُ التسليم للرسول صلى الله عليه وسلم ، والانقيادُ لأمره، وتَلَقِّي خبره بالقبول والتصديق، دون أن يعارضه بخيال باطل يسميه معقولاً، أو يُحَمِّلَه شُبهة، أو شكّاً، أو يُقدِّم عليه آراء الرجال، وزبالة أذهانهم، فيوحده بالتحكيم والتسليم والانقياد والإذعان)[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].فكل من حاول تقرير العقيدة واستمدادها من غير مصادرها الشرعية فقد افترى على الله كذباً، وقال على الله بغير علم.6. ترك الابتداع في الابتداع. والأصل في هذا قوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ}.[المائدة:3]. وقوله صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)متفق عليه[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].ثانياً: منهج السلف في الاستدلال على العقيدة:1) يحتجون بالسنة النبوية الصحيحة(المتواترة والآحاد) في العقيدة وفي غيرها. حيث يعتقد السلف أن السنة وحي ولا تعارض القرآن، لقوله تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى(3)إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى}[سورة النجم، الآيتان: 3-4]. ويعتقدون أنها محفوظة، واجبة الإتباع كالقرآن، كما يعتقدون أنه لا اختلاف بين السنة والقرآن، بل كل منهما يصدق الآخر، والسنة مبيّنة للقرآن ومفصلة لما أجمل فيه من أحكام. فلا يفرقون بين الكتاب والسنة في الاستدلال. بل القبول لهما واجب على حدٍّ سواء.كما أنهم لا يفرقون بين آحاد والمتواتر، ولا بين المسائل العلمية والعملية، ولم يعرفوا بدعة التفريق بين السنة المتواترة والآحاد في الاحتجاج الذي أساسه التقسيمات العقلية المتأثرة بالمنطق اليوناني، الذي يغلب عليه الجدل العقيم الذي يشكك حتى في البدهيات.2) يلتزمون بالكتاب والسنة لفظاً ومعنى. وذلك باستعمال الألفاظ الواضحة الواردة في النصوص، دون المجملة والمحتملة للحق والباطل، فلم يؤثر عن السلف استعمال الألفاظ المحدثة التي ابتدعها المتكلمون تقليداً للفلاسفة ومن شاكلهم. بل يتجنبون الألفاظ البدعية في العقيدة كالجوهر والعرض والجسم لاحتمالها للخطأ والصواب؛ ولأن في ألفاظ الشرع غنى وكمالاً. 3) يعتمدون تفسير القرآن بالقرآن، والقرآن بالسنة والعكس، ويعتمدون معاني لغة العرب ولسانهم؛ لأنها لغة القرآن والسنة، ويردون ما يخالف ذلك. 4) يؤمنون بالنصوص على ظاهرها ويتركون التأويل المذموملنصوص الكتاب والسنة. لأن نصوص العقيدة لا يجوز صرفها عن ظاهرها بغير دليل شرعي ثابت عن المعصوم $، بل يجب اتباع المحكم ورد المتشابه إليه.5) يعتمدون على فهم الصحابة لأدلة الكتاب والسنة، لكونهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم أفضل الأمة وأزكاها، وعاشوا وقت تنزل الوحي وأعلم باللغة ومقاصد الشرع. فهم أعلم الناس بمراد الله ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم ، وهذا أمر يتأكد خاصة إذا كثرت البدع والأهواء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عَضّوا عليها بالنواجذ..) الحديث[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. فإذا اختلفت فهوم الناس لنصوص الدين، فإنَّ فهم السلف من الصحابة والتابعين ومن سلك سبيلهم هو الحجة، وهو القول الفصل في مسائل الاعتقاد وغيرها لأنهم خيار الأمة، وأعلمهم وأتقاهم وقد أمرنا الله وأمرنا رسوله صلى الله عليه وسلم بالإقتداء بهم، والرجوع إليهم، وتوعد من اتبع غير سبيلهم. قال الأوزاعي: (عليك بآثار من سلف، وإن رفضك الناس، وإياك وآراء الرجال، وإن زخرفوه لك بالقول، فإن الأمر ينجلي وأنت على طريق مستقيم))[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].وقال عنهم الشافعي رحمه الله: (فعلموا ما أراد رسول الله $ عامًّا وخاصًّا، وعزمًا وإرشادًا، وعرفوا من سنته ما عرفنا وجهلنا، وهم فوقنا في كل علم واجتهاد، وورع وعقل، وآراؤهم لنا أحمد وأولى بنا من رأينا عند أنفسنا)[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].6) يراعون قواعد الاستدلال، فلا يضربون الأدلة الشرعية بعضها ببعض، بل يجمعون النصوص الواردة في المسألة الواحدة ثم يأخذون بها جميعاً، فلا يعطلون بعض النصوص ويُعملون بعضها. ومن طرق الجمع بين النصوص: حمل العام على الخاص، والمطلق على المقيد، وردّ المجمل على المفصّل(المبين)، والمتشابه إلى المحكم. ويجمعون بين نصوص الوعد والوعيد والنفي والإثبات، ونحو ذلك. وقد استعمل هذه القاعدة كثير من أئمة العلم والدين في كسر المبتدعة وتفنيد شبهاتهم، كصنيع الإمام الشافعي رحمه الله في كتاب الرسالة، وفي كتاب مختلف الحديث، وكذلك الإمام أحمد رحمه الله في الرد على الجهمية، والإمام ابن قتيبة رحمه الله في كتاب مختلف الحديث، والطحاوي رحمه الله في مشكل الآثار، وغير هؤلاء كثير من أئمة السنة.7) لا يأخذون بالأحاديث الضعيفة. لأن الدين لا يبنى على حديث ضعيف، فضلاً عن أن يبنى على حديث موضوع. ما بلغهم وعلموه من الدين عملوا به، وما اشتبه عليهم علمه، أو علم كيفيته، كبعض نصوص الغيبيات والقدر، فيسلمون به ويردون علمه إلى الله – سبحانه وتعالى – ولا يخوضون فيه.قال الإمام الطحاوي رحمه الله: (فمن رام علم ما حظر عنه علمه، ولم يقنع بالتسليم فهمه، حجبه مرامه عن خالص التوحيد، وصافي المعرفة، وصحيح الإيمان، فيتذبذب بين الكفر والإيمان، والتصديق والتكذيب، والإقرار والإنكار، موسوسًا تائهًا، شاكًّا زائغًا، لا مؤمنًا مصدقًا، ولا جاحدًا مكذِّبًا)[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].ومثل هذا قول الإمام مالك رحمه الله حين سئل عن الاستواء، فقال: (الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة)[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].9) يتجنبون المراء والخصومات في الدين، ولا يجادلون إلا بالتي هي أحسن. 10) يتجنبون التأويل في العقيدة والغيبيات – بغير دليل شرعي صريح – لأنه قول على الله بغير علم؛ ولأن مسائل العقيدة والغيبيات توقيفية لا مجال للرأي ولا للعقل فيها ولا تدرك بالعلوم الحسية. 11) يعنون بالإسناد وثقة الرواة وعدالتهم لحفظ الدين.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]انظر في هذا الموضوع المراجع التالية: موقف ابن تيمية من الأشاعرة(1/51-71). وبحوث في عقيدة هل السنة، ص(32-43). ومنهج الاستدلال على مسائل الاعتقاد(223-531). وبراءة الأئمة الأربعة من مسائل المتكلمين المبتدعة، ص(14-17).[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]الخطط للمقريزي، (2/356).[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]الملل والنحل، (1/103-104).[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] - انظر: الاعتصام، للشاطبي، 2 / 252 .[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] - انظر: شرح العقيدة الطحاوية، لابن أبي العز الحنفي، ص 140، 141 . وراجع: درء تعارض العقل مع النقل، لابن تيمية، 1 / 88 – 280.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]انظر: بحوث في عقيدة أهل السنة ص(32).[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]- أخرجه البخاري في الصحيح، كتاب التوحيد، باب (46 )، والفتح ج 13، ص 508. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]شرح العقيدة الطحاوية(1/228). تحقيق التركي.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] أخرجه البخاري، في صحيحه في كتاب الصلح، باب: إذا اصطلحوا عل صلح جور فالصلح مردود(ح:2550). ومسلم في كتاب الأقضية، باب: نقض الأحكام الباطلة ورد المحدثات، (ح: 1718).[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] أخرجه الإمام أحمد في مسنده(4/126-127)، وأبو داود في سننه، كتاب السنة، باب لزوم السنة(ح: 4607). والترمذي في جامعه، كتاب العلم، باب في الأخذ بالسنة واجتناب البدعة(ح:2676). وقال: حسن صحيح، وصححه ابن حبان والحاكم.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] - رواه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله برقم (2077، 2078 ) 2/ 1071 وقال المحقق إسناده صحيح، وانظر تاريخ الإسلام للذهبي (141 – 160 ) / 490 . [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] إعلام الموقعين، (1/80).[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] شرح الطحاوية 1/233، 242[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] أخرجه اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد 3/398، والبيهقي في الاعتقاد 1/116، وأبو نعيم في حلية الأولياء 6/326، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 1/365. | |
|